ليس السعوديون فقط وحدهم هم المستائين من إلصاق تهمة الإرهاب بهم، بل جميع أهل السنة من العرب وغير العرب من التعامل قولاً وفعلاً مع مرتكبي الإرهاب؛ ففي الوقت الذي يجري ملاحقة الإرهابيين والمتطرفين من أهل السنة، نجد تغاضياً بل تغطية للإرهابيين من المكون الآخر الذي ينحصر في معتنقي المذهب الشيعي (الفارسي) ومصطلح التشيع الفارسي، أخذ يتداول في الأوساط الإعلامية والمذهبية في محاولة من الباحثين والمختصين بالتفريق بين التشيع العربي والتشيع الفارسي، إذ يرى هؤلاء الباحثون أن الشيعة الذين يعتنقون المذهب الاثنى عشر لم يعودوا مذهباً واحداً، فالشيعة العرب الذين يقلدون المراجع الشيعية في النجف والكاظمية ولبنان يختلفون عن المراجع الشيعية في قم ومشهد طهران، إذ لا يعترف مراجع الحوزات العربية بالبدعة التي أطلقها المراجع في الحوزات الفارسية وهي المتعلقة بولاية الفقيه، إذ لا وجود لهذا المصطلح لدى حوزات النجف والحوزات العربية الأخرى، كما أن المراجع الشيعية العربية تمارس عملاً وقولاً بعيداً عن العمل بالسياسة وتنأى بمراجعها ومقلديها عن العمل بالسياسة وكذلك الانخراط في المليشيات التي تنفذ أجندات تخدم النظام الإيراني، في حين يحرص مقلدو المرجعيات الفارسية على تنفيذ توجيهات المراجع الفارسية التي تعد الالتزام واتباع ولي الفقيه حتى وإن كان خارج إيران ركناً أساسياً من تمسكهم بضوابط المذهب الشيعي الاثنى عشري، وبما أن ولاية الفقيه لم يكن من أسس المذهب كما يؤكد المراجع الكبار في الحوزات العربية، وأنه انفراد للمراجع الفارسية، فإنه ولكي توضح الفوارق بين هذين النهجين عد من يقلد المراجع الفارسية بمتبعي المذهب الشيعي الفارسي وهو يسير عليه الآن جماعة حسن نصر الله في لبنان الذين يختلفون عن الشيعة العرب والذين يقلدون ويتبعون المراجع الشيعية العربية من أمثال محمد مهدي شمس الدين وحسين فضل الله وعلي الأمين، وهو نفس الشيء لمقلدي المراجع الفارسية المنخرطون في الأحزاب والمليشيات الطائفية في العراق والبحرين واليمن فهؤلاء يعلن قادتهم السياسيون التزامهم بولاية الفقيه وأنهم جنود في جيش الولي وهذا ما وسع دائرة الإرهاب والتطرف إذ انخرط أتباع هذا المذهب (مذهب ولي الفقيه) في صفوف المليشيات والجماعات الإرهابية وهو يجعل النظام الذي يؤمن بهذه البدعة وبالانحراف الذي يعارضه كبار مراجع الشيعة من أمثال السيستاني والأمين والنجفي واخالصي.
أضواء تغطية إرهاب التشيع الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق